الإنفلونزا (Influenza)

ما هو مرض الإنفلونزا؟
ما هي أعراض مرض الإنفلونزا؟
من هم المُعَرَّضون لخطر مُضاعفات الإنفلونزا؟  
ما هو الفرق بين الانفلونزا الموسمية والانفلونزا الوبائية / انفلونزا الخنازير؟
هل يوجد علاج للإنفلونزا؟

ما هو مرض الإنفلونزا؟
يرجع مصدر التّسميَة الأجنبية للمرض إلى الكلمّة “تأثير”- نظرًا للتَّأثير الكبير للمرض على جميع مناحي الحياة، خاصة خلال موسم الشتاء. 
الانفلونزا هي مرض فيروسي يتميز بالتفشي الموسمي على نطاق واسع. ومصدر الأنفلونزا هو فيروس الأنفلونزا الذي ينتقل من شخص لآخر عن طريق المسالك التَّنفُّسِّيَّة. 
كما هي الحال بالنّسبة للإصابة بأيّ فيروس أنفلونزا آخر، تحدث العدوى بواسطة قطرات صغيرة تتناثر عن طريق الجهاز التّنفُّسي أثناء الكلام، السّعال أو العُطاس. 
هناك عدّة مميّزات خاصَّة للفيروس، تشمل: 
1. الموسميَّة الثَّابتة: الفيروس يُسَبِّب المرض في فصل الشّتاء في النِّصف الشّمالي من الكُرة الأرضيَّة، في أشهُر الصَّيف في النِّصف الجنوبي من الكُرة الأرضيَّة، وفي المناطق الاستوائيَّة-  في مواسم الأمطار. 
2. القدرة على المرور بتغييرات: الفيروس يُغيِّر بشكل متتابع بنية البروتينات التي على سطحه، وبذلك يخدع النّظام المناعي الذي أنشأته الأجسام المُضادة تجاه الصّيغة السَّابقة له. هكذا يتمكن المرض من أن يتكرَّر لدى نفس الشّخص.   
3. التَّسبُّب في مرض على نطاق واسع: في فترة اندلاع الانفلونزا يُصاب بهذا المرض العديد من الأطفال ومن الكبار (حتَّى ثُلث الأطفال و-  %10 من الكبار)، ما يؤدِّي إلى تغيُّب ملحوظ عن أماكن العمل وعن المدارس، ويُلقِي بأعباء ثقيلة على المُستشفيات والعيادات الطّبيَّة.   

ما هي أعراض مرض الإنفلونزا؟ 
فترة حضانة المرض قصيرة (1 حتّى 4 أيَّام)، يحدث بعدها صُداع، قشعريرة، سُعال، ولاحِقًا: حُمَّى مُرتَفِعَة، سُعال نزلة وألم في العضلات. الحُمَّى تستمر 3- 6 أيَّام، إلا أن السّعال مع البلغم يُمكن أن يستمرّ حتَّى أسبوعين بعد ذلك. المريض يُشكّل مصدرًا للعدوى قبل ظهور الحُمَّى بيوم – يومين، وحتَّى 5 أيَّام بعدها. 
علامات المرض، والأعراض المرتبطة به، مُزعجة وغير مُستَحَبَّة، إلا أنها تنتهي من تلقاء نفسها خلال بضعة أيَّام. ولكن إشكاليّة المرض (بخلاف الفيروسات الأخرى التي تُسبب حالة تُشبه الانفلونزا) تتعلّق في الأساس بمُضاعفاته. هذه المُضاعفات تشمل إلتهاب الرّئتين، التهاب الشُّعَب الهوائيَّة (القصبات)، التهاب الأذنين، وكذلك، مُضاعفات في الجهاز العصبي.  

من هُم المُعَرَّضون لخطر مُضاعفات الانفلونزا؟  
هناك مجموعات سكانية مختلفة لديها احتمال أكبر للإصابة بمُضاعفات المرض. هذه المجموعات تشمل: المُسنّين، المُصابين بأمراض مُزمنة في الجهاز التّنفُّسي (بما في ذلك الرَّبو)، مرضَى القلب، المُصابين بأمراض الكلى، مرضّى السُّكَّري، المرضَى الذين يُعانون من السّمنة الزَّائدة، مرضًى ليهم نقص خَلقي أو مُكتسَب في جهاز المناعة، الذين يتلقّون علاجًا بالسيروئيدات و/ أو بالعلاج الكيميائي، النّساء الحوامل، وكذلك الأطفال الرُّضَّع.   
مُعدّل حدوث المُضاعفات في أوساط هذه المجموعات هو مُرتفع، كما أن معدلات الاستشفاء والوفيات الناجمة عن هذا المرض ومضاعفاته مُرتفعة أيضًا. وعليه، هناك حاجة لمنع أو تقليل عبء المرض لدى هذه المجموعات  السّكانيَّة. 

ما هو الفرق بين الانفلونزا الموسمية والانفلونزا الوبائية / انفلونزا الخنازير؟
في كل سنة يُغيِّر فيروس الانفلونزا قليلاً بنية البروتينات التي على سطحه، وبذلك يخدع النّظام المناعي الذي أنشأته الأجسام المُضادة تجاه الصّيغة السَّابقة له. بهذه الطَّريقة يبقى السّكان بدون حماية أو مع حماية جُزئِيَّة ضد الفيروس، لذلك، يكونون مُعَرَّضين لإندلاع موسميّ على نطاق واسع. وخلال الاندلاع الموسميّ يبقى مُعَدَّل الاصابة محدودًا نسبيًّا بفضل الحماية الجُزئيّة المتوفّرة ضد الفيروس لدى مُعظَم السّكان. 
كُلّما كان التّغيُّر في الفيروس أكبر، هكذا يكون الاندلاع حادًّا أكثر. أحد الأخطار الكُبرى لمرض الانفلونزا هو التّسبب في المرض على نطاق واسع جِدًّا، وذلك نتيجة ظهور سُلالة جديدة حدث تغيُّرٌ حاد في بُنية المُستضدات الخاصَّة بها.  عندما تتكاثر سُلالات الانفلونزا من مُختلف المناشئ (البشريّة/ الخنزير/ الدّواجن) في نفس الخليَّة، يُمكن حدوث  تبادل أجزاء جينيَّة بين الفيروسات. مثل هذا التّبادل يُمكن أن يؤدِّي في نهاية الأمر إلى تكوُّن سُلالة أنفلونزا جديدة تمامًا، غير معروفة لجهاز المناعة. سُلالة انفلونزا كهذه تُسبِّب اندلاعًا يُسَمّى “وباء” (وباء عالمي). ومثل هذا الوباء يُهدِّدُ في تسبُّب معدّلَ وفيّات عاليًا جدًّا.. 
في التاريخ الانساني حدثت اندلاعات خطيرة للمرض، كانت قد تسبَّبت في حدوث موت جماعي، مثل وباء الانفلونزا الذي حدث في سنة 1918، الذي أوقع 30 مليون ضحيَّة- أكثر من عدد قتلى كُل سنوات الحرب العالميَّة الأولى!  
إنفلونزا الخنازير (انفلونزا 2009 Influenza A/H1N1) التي ضربت العالم في ربيع 2009، أعلِنَت مِن قِبَل مُنظَّمة الصّحة العالميَّة كأنفلونزا وبائيَّة. 
لقد أدت انفلونزا الخنازير في الواقع إلى ارتفاع مُعدَّل الإصابة بالمرض، بما في ذلك المُضاعفات وحالات الوفاة لدى الجيل الشّاب من السّكان. ولكن، لحسن الحظ، وباء انفلونزا الخنازير لم يكُن فتَّاكًا على غرار الأوبئة السّابقة.  
هل يوجد علاج للإنفلونزا؟
علاج المرض بواسطة أدوية لتخفيف أعراض المرض، مثل، أدوية لخفض الحُمَّى ولتخفيف النّزلة والسّعال.  نظرًا لأن الانفلونزا ناجمة عن فيروس، فإن العلاج بالمضادات الحيوية ليس ناجعًا. 
في الآونة الأخيرة، أُدخِلَت السوق أدوية للحد من انتشار الفيروس في الجسم. هذه الأدوية، مثل (*Oseltamivir [Tamiflu] أو[*Relenza] *Zanamivir]*]), ، ناجعة في الأساس إذا تمّ تلقيها في اليومين الأوَّلَيْن من المرض أو كوقاية بعد التَّعرُّض للفيروس. 

لرابط التّطعيمات التي تحمي من هذا المرض.
 لرابط صفحة الانفلونزا في موقع الـ CDC