هكذا بدأ الأمر

على مدى سنوات اندلع وباء الجُدَري “Small Pox”. هذا المرض كان قاتلاً في مُعظَم الأحيان، والنَّاجون القلائل كانوا يُعانون من نُدوب حادَّة. 
أيّ شخص مُصاب كان يوضَع في عُزلة، وكانت الحلّابات هُنَّ اللواتي يقُمن برعايته، لأنَّهن، ولسبب غير واضح، كُنَّ محميَّات من المرض…   
في تلك الفترة، كانت العدوى تنتقل من الأبقار إلى الحلّابات فيُصَبْنَ بمرض الفقعان الفقاعي في أيديهن. هذا المرض سُمِّيَ جُدَري البقر “Cow Pox” 
الطبيب الإنجليزي جينر أدرك أن المرض الخفيف هذا يحمي من المرض الأصعب، الـ “Small Pox”.
لقد قرر أن يأخذ سائلاً من فقاعة من يد إحدى الحلاّبات وحقنه لآخرين؛ أن ينقل إليهم بتعمّد عدوى المرض الخفيف، من أجل الحماية من المرض  الشّديد. 
كما رأى، فإن الأشخاص الذين أُصِيبوا بعدوى سوائل حويصلات البقر، أُصيبوا بصيغة سهلة للغاية من مرض الجدري وتعافوا خلال فترة قصيرة.  
هذا العمل النَّاجح الذي حدث سنة 1796 كان البداية لكل عصر اللقاحات! 
التّطعيم ضد مرض الجُدري انتشر تدريجيًّا في جميع أنحاء العالم، وبفضله تم القضاء على المرض تمامًا.   
في الوقت الرَّاهن لا يتم تزويد اللقاح، لعدم وجود حاجة إليه.  
لقد استخدم جينر، بدون أن يكون واعيًا لذلك، قُدرة الجهاز المناعي على خلق ذاكرة مناعيّة لكائن حيّ عن طريق التّعرُّض لكائن حيّ آخر.