موانع عامّة لإعطاء التّطعيمات

وسائل الإحتياط والموانع للتَّطعيمات المُحدَّدة سوف تَرِدُ فيما يتعلّق بكل تطعيم على حِدَة، إلا أنه يُمكن التَّطرُّق إلى وسائل الإحتياط العامّة المتعلّقة بإعطاء التَّطعيمات.

1. مرض حاد: 
يُحظَر إعطاء التّطعيم إذا كانت الآثار الجانبيَّة المتوقَّعَة منه تؤدي إلى الخلط بين هذه  الآثار وبين أعراض المرض الحاد، مثل، إعطاء التَّطعيم مع وجود مرض الحُمَّى.  لا يوجد دليل على أن وجود مثل هذا المرض يزيد من خطر الآثار الجانبيَّة أو يُقلِّل من نجاعة التَّطعيم. في حال المرض الذي تُرافقه درجة حرارة أعلى من 38ºC على الطبيب المُعالج أن يُفكِّر ملِيًّا بالنسبة لإعطاء التَّطعيم في سياق خطورة المرض والرّغبة في عدم تأجيل التَّطعيم. على أي حال، إذا كان المرض بدرجة متوسّطة فما فوق يُحظر إعطاء التّطعيم حتَّى الشّفاء من المرض. 
مرض خفيف (مثلاً، تلوُّث في الجهاز التّنفُّسي العُلوي، التهاب في الأذنين أو إسهال خفيف) لا يُشَكِّلُ مانعًا لإعطاء التَّطعيم ويجب الإمتناع عن تأجيل هذه التّطعيمات مرَّة تلو أخرى.
مرض بدرجة متوسّطة فما فوق هو سبب مشروع لتأجيل التَّطعيم، لأنه من بين أمور أخرى يصعب التّمييز بين الآثار الجانبيَّة للتَّطعيم  وبين  أعراض المرض. 
يحدث أحيانًا أن طفلاً مُصابًا بأمراض حُمَّى مُتكرِّرَة يتأخّر جدًّا في برنامج التَّطعيم. في هذه الحال ينبغي أن يُوصَى بإعطاء التَّطعيم عند الشّفاء من المرض فورًا، بدون تعيين موعد اعتباطي للتَّطعيم.   

2. حساسيَّة مُفرطة لمكوّنات التَّطعيم
يُحظَر إعطاء لقاح مُعَيَّن إذا كان هناك علم عن وجود ردود فعل شديدة سابقة، مثل،  صدمة الحساسيَّة (التَّأقية) تجاه اللقاح أو تجاه أحد مُكوِّناته. 
مثل هذه الأعراض تُعتبر نادرة. 
الحساسيّات المُفرطة المنتشرة بالنّسبة لإعطاء التَّطعيمات هي:
أ. حساسيَّة مُفرطة من المُستَضّدات المُستمَدَّة من البيض
في هذا المجال طرأت في السّنوات الأخيرة عدَّة تحديثات: 
اللقاح الحيّ ضد الحصبة والنّكاف (التهاب الغُدَّة النّكفيَّة) تم إعدادُه من فيروس نما في خلايا ليفيّة لأجنّة الدّجاج. وبالرّغم من ذلك، فإن اللقاح لا يحوي كميّة كبيرة من المستضدات من البيض. 
الأطفال الذين لديهم حساسيَّة من البيض، بما في ذلك أولئك الذين لديهم صدمة الحساسيَّة المُفرطة (التَّأقية)، ليسوا في خطر زائد لتطوّر رد فعل تحسسي من تطعيم الـ – MMR. بناء على ذلك، الأطفال الذين لديهم سوابق في الحساسيَّة من بروتين البيض (بما في ذلك التَّأقية) يتلقَّون لقاحات تحوي مكوّنات الحصبة والنّكاف (مثل، MMR/MMRV) في الاماكن المُعتادة لتقديم التّطعيمات، مثل: مركز رعاية الأم والطّفل، المدرسة، عيادة المُسافرين إلى الخارج، عيادة صندوق المرضَى.   

أُلغِيَ مانع صدمة الحساسيّة (التّأقية) من بروتين البيض في تطعيم الانفلونزا (المُعَطَّل والحيّ الموهَن).  وذلك على ضوء بيانات تدل على أن صدمة الحساسيّة (التّأقية) لتطعيم الإنفلونزا هي نادرة للغاية ولا تنتج بالضرورة بسبب مُكَوِّن بروتين البيض في اللقاح. بالإضافة لذلك، فإن تركيز بروتين البيض في اللقاح هو قليل جِدًّا.   

ب. حساسيَّة مُفرطة من المواد الحافظة والمُثبِّتات
بعض اللقاحات الحيَّة مثل MMR، التّطعيمات للـ – Varicella وللـ Yellow Fever تحوي جلوتين كمادَّة مُثبِّتَة. لذلك، ينبغي التّفكير بإيجاب في إجراء اختبار فحص الجلد  لدى المُطَعَّمين ذوي سوابق  في الحساسيَّة المُفرطة من الغذاء الذي يحوي جلوتين.  يجب التّذكّر أن الجلوتين الذي في اللقاحات هو عادة مستمّد من الخنزير بينما الجلوتين الذي في الغذاء مستمد من الأبقار، بحيث أنه لا توجد دائمًا مُلاءَمة بين الحساسيَّة من الجلوتين الذي في الغذاء وذلك الموجود في التَّطعيم. 
Thimerosal عبارة عن مادّة حافظة تحوي الزّئبق استُخدِم في إعداد لقاحات التّطعيم منذ 1930. المادّة تُفيد في منع التَّلوُّث البكتيري والفطري. في السّنوات الأخيرة، ونتيجة للوعي بضرورة التّقليل بقدر الإمكان من الانكشاف على مُركِّبات الزّئبق (بواسطة وسائل لمنع التّسمّم بالزّئبق) أُخرِجَ الـ – Thimerosal من مُركِّبات التّطعيمات الرّوتينيَّة، وبقي جزء فقط من تطعيمات الإنفلونزا (المسوّقة في قناني صغيرة قابلة لإعادة الاستخدام) يحتوي على آثار Thimerosal. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد دليل على أن استخدام المادَّة سبّب أو يُسبب الضّرر. 

ج. حساسيّة مُفرِطَة لمُستَحضَرات المُضادات الحيويَّة (الأنتيبيوتيكا)
أمثلة على هذه المُستَحضَرات تشمل اللقاح المُعَطَّل (المقتول) لشلل الأطفال((IPV) والذي يحوي آثار ستربتوميسين، نيومايسين و بوليميكسين B. لقاح الـ – MMR ولقاح جدري الماء (الحماق) يحويان نيومايسين. لا يوجد اليوم أي لقاح من اللقاحات التي في السّوق يحوي بنسلين أو أحد مُشتقَّاته. رد الفعل للمُضادَّات الحيويَّة (الأنتيبيوتيكا) يُمكن أن يكون من نوع حساسيَّة مُفرِطَة فوريَّة أو على شكل حساسيَّة مُفرِطَة لاحقة أيضًا، مع ظهور بثور تثير الحكّة بعد حوالي 48-96 ساعة من تلقِّي التّطعيم. رد فعل خفيف من النَّوع الثّاني لا يُشكِّل مانعًا لمُتابعة إعطاء التّطعيمات. 

د. حساسيَّة مُفرِطَة لمُكوِّنات أخري، بما في ذلك المُستضدات النَّشِطَة. 
رد فعل من نوع SERUM SICKNESS لوحِظَ لدى %6 من مُتَلَقِّي التّطعيم ضد داء الكلب والذي تم إعداده من خلايا إنسانيَّة نتيجة لرد الفعل للألبيومين (الزلال) الإنساني الذي يحتوي عليه اللقاح.  
في بعض الحالات يكون رد فعل الحساسيَّة المُفرِطَة موجّهًا إلى مُكَوِّن المُستضدات النّشط:
مثل هذه الأعراض تم التصريح عنها بعد إعطاء DTP/DTaP و-DT. عندما يكون رد الفعل فوريًّا أو شديدًا يجب الامتناع عن إعطاء جرعات إضافيَّة من التّطعيم. بالمُقابِل، رد فعل مثل الطّفح الجلدي (الحمّى الشّرويَّة) العابر لا يُشكل مانعًا لمُتابعة التّطعيم بنفس المُستَحضَر. 
 الأشخاص الذين لديهم مستوى عال من الأجسام المُضادة للتيتانوس من نوع IgG (عادة نتيجة جرعات إضافيَّة متكرِّرة) يوجد شيوع أكثر لردود فعل لإعطاء جرعات إضافية من اللقاح.  
بعد إعطاء التّطعيم ضد Japanese Encephalitis قد يحدث رد فعل من نوع الطّفح الجلدي،  الوذمه الوعائية وحتّى رد فعل تحسسي شديد.   رد الفعل قد يحدث بعد دقائق وحتَّى أسبوعين من إعطاء التّطعيم، وخلفيّة رد الفعل هذا غير واضحة. تبيّن أن الأشخاص الذين لديهم خلفيَّة سابقة للطّفح الجلدي هم في خطر أكبر لتطوّر مثل رد الفعل هذا. 

للتّوسُّع  
رابط لـِ – Pink Book عن موقع التّطعيمات التَّابع لـِ  -CDC